الهند فُتِحت على يد شاب مسلم:
إذا أردنا أن نعود إلى الوراء لنعلم كيف دخل الإسلام إلى الهند؛ فسنجد أن هناك قصةً طريفة، عظيمة وقعت في سبب دخول الإسلام، ووصوله إلى هذه القارة الكبيرة: المعروف تاريخياً أن الإسلام دخل بلاد السند (باكستان)، والهند، أول ما دخل.. على يد شاب مسلم كان عمره سبعة عشر عاماً، اسمه "محمد بن القاسم الثقفي" رحمه الله تعالى. ولد هذا الشاب سنة اثنين وستين للهجرة، وتُوُفي سنة ثمانٍ وتسعين للهجرة، وبهذا يكون قد عاش (36) سنة فقط، وقد استطاع خلال ست سنوات من حياته، ورحلته في الجهاد إلى بلاد السند والهند، أن يفتح هذه القارة العظيمة، وأن يقيم فيها دولة إسلامية، استمرت وحكمت بلاد الهند والسند ثمانية قرون، المسلمون حكموا هذه البلاد من القرن الرابع الهجري إلى بدايات القرن الثالث عشر، أي مطلع القرن التاسع عشر الميلادي، عندما دخل الإنكليز إلى تلك البلاد، وفعلوا فيها ما فعلوا. ثمانية قرون، أفادت فيها الأمة الهندية من المسلمين علوماً، وحضارة، وفلسفة، وصناعات متقدمة ومتطورة، لذلك.. ما نراه اليوم من التقدم الصناعي الذي تشهده الهند؛ للمسلمين فيه بصمات كثيرة، كذلك العلوم التي ترد من بلاد الهند إلى بلاد العرب والمسلمين، كشروح صحيح البخاري، وصحيح الإمام مسلم، والترمذي، وأبي داود، وموطأ الإمام أحمد، وموطأ الإمام مالك، ومسند الإمام أحمد - رضي الله عنهم جميعاً - إنما هو بفضل أولئك المسلمين الأوائل الذين ذهبوا إلى تلك البلاد بقيادة محمد بن القاسم الثقفي رحمه الله تعالى ورضي عنه، محمد بن قاسم الثقفي هو من كبار القادة الذين كانوا في ذلك العصر، يعرف تاريخياً في تلك المرحلة أن الزمان جاد بأربعة قواد لم يجد الزمان بمثلهم على الإطلاق، وهم: قتيبة بن مسلم الباهلي، ومَسلَمة بن عبد الملك، وموسى بن نُصير، ومحمد بن القاسم الثقفي. هؤلاء توزعوا فتح العالم، فمنهم من فتح بلاد ما وراء النهر، مثل قتيبة بن مسلم، ومسلمة بن عبد الملك رحمهما الله تعالى، ومنهم من استلم جهة إفريقية وبلاد المغرب، مثل موسى بن نصير، وطارق بن زياد الذي كان معه. فهؤلاء استلموا سلك المنطقة، وفتحوها حتى بلغوا بلاد الأندلس، وأوصلوا الإسلام إلى حدود فرنسا. ومنهم من استلم المنطقة الشرقية، وعمق آسية، فبلغ أسوار الصين، وتجاوز بلاد الهند والسند، وهو محمد بن القاسم الثقفي رحمه الله تعالى.